مجید صاح بک؛ رضا جلیلی گیلانده
چکیده
هذه المقالة محاولة لدراسة قصیدة "مقتل بزرجمهر" لخلیل مطران ومقارنتها بالواقع التاریخی من خلال قراءة المصادر التاریخیة؛ فبناء علی ذلک یتطرّق البحث أوّلاً إلى معالجة الواقع التاریخی، ثمّ یلقی نظرة على ...
بیشتر
هذه المقالة محاولة لدراسة قصیدة "مقتل بزرجمهر" لخلیل مطران ومقارنتها بالواقع التاریخی من خلال قراءة المصادر التاریخیة؛ فبناء علی ذلک یتطرّق البحث أوّلاً إلى معالجة الواقع التاریخی، ثمّ یلقی نظرة على توظیفه الأدبی، وأخیراً یقوم بدراسة مقارنة بینهما. لقد حافظ الشاعر فی قصیدته على الإطار التاریخی العام غیر أنّه قام بتغییرات فی الموضوع والبنیة الفنّیّة تلبیة لأهدافه الشخصیة؛ ووظّف هذه التراجیدیا لکی تمثّل صرخة فی وجه الاستبداد العثمانی، فالطّابع السیاسی والاجتماعی للموضوع یشکّل نوعاً من الإغراء للشاعر الّذی رفع صوته مع أصوات المناضلین ودعا إلى الحرّیة والمقاومة ضد الاستبداد. وأمّا المقاربة هذه، فتشمل أوجه التّشابه والخلاف بین الواقع التّاریخیّ والتّوظیف الأدبی فی القصیدة االمطرانیّة، فضلاً عن معالجة الإضافات الموضوعیة والفنّیّة، معتمدةً على المنهج الوصفی التحلیلیّ مستخدمةً نظریّة التّناص. علماً بأن البحث قد توصّل إلى أنّ الشّاعر قد اتّخذ من هذه الواقعة التّاریخیة، قصیدة ملحمیّة لتحریض الشّعوب العربیة واستثارة حمیّتهم ضد الحکم العثمانی، فالشعب فی هذه القصیدة –حسب تعبیر مطران- رمز للشعوب العربیة وکسرى رمز للحُکّام الجائرین والمستبدّین وبزرجمهر یرمز البطل الذی یضحّی بنفسه من أجل حریّة الجماهیر. فقد اعتمد مطران فی معالجته على مصادر تاریخیة أخرى غیر مرتبطة بالقضیة، واختار منها ما یساعد السیاق، فإنّه عندما یتحدّث عن حضور ابنة بزرجمهر سافرة فی ساحة الإعدام، وقولها بأنّها لا ترى رجلاً حتّى تلبس قناعاً- علی خلاف التّقالید الفارسیّة الّتی توجب الحجب علی النّساء الحرائر- یستعیره من قضیّة إعدام الحسین بن منصور الحلاج. ومن ناحیة أخرى یستعین الشاعر بالبنیة الفنّیة للوصول إلى الغرض الرئیس للقصیدة حیث یستخدم عنصر الحوار لتطّور سرد الأحداث إلى جانب استخدامه بعض المحسنات البدیعیة والمعنویة -من مثل الاقتباس والمذهب الکلامی- فی الدّعوة إلى الحریّة والمقاومة؛ فجاءت الإضافات فی مستوى الموضوع والبناء الفنّی لخدمة أغراض القصیدة